سيد المؤذنين


186. رسول الله صلي الله عليه و آله: نعم المرء بلال، هو سيد المؤذنين و لا يتبعه الا مؤذن. [1] .

187. عنه صلي الله عليه و آله: يحشر هذا البلال [2] علي ناقة من نوق الجنة، يؤذن: «أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمداً رسول الله»، فاذا نادي كسي حلة من حلل الجنة. [3] .

188. عنه صلي الله عليه و آله: يبعث الله... بلالاً علي ناقة فينادي بالأذان، و نشاهده حقاً حقاً، حتي اذا بلغ: «أشهد أن محمداً رسول الله» شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين و الآخرين، فقبلت ممن قبلت منه. [4] .

189. عنه صلي الله عليه و آله: يحشر المؤذنون يوم القيامة علي نوق من نوق الجنة، مقدمهم بلال، رافعي أصواتهم بالأذان، ينظر اليهم الجمع فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: مؤذنو امة محمد، يخاف الناس و لا يخافون، و يحزن الناس و لا يحزنون. [5] .

190. عنه صلي الله عليه و آله: يحشر الأنبياء يوم القيامة علي الدواب ليوافوا من قبورهم المحشر، و يبعث صالح عليه السلام علي ناقته، و يبعث ابناي الحسن و الحسين علي ناقتي العضباء، و ابعث علي البراق؛ خطوها عند أقصي طرفها، و يبعث بلال علي ناقة من نوق الجنة فينادي بالأذان محضاً، و بالشهادة حقاً حقاً، حتي اذا قال: «أشهد أن محمداً رسول الله» شهد له المؤمنون من الأولين و الآخرين، فقبلت ممن قبلت، و ردت علي من ردت. [6] .

191. عنه صلي الله عليه و آله: اذا كان يوم القيامة كنت أول من تنشق الأرض عني و لا فخر، و يتبعني بلال المؤذن و يتبعه سائر المؤذنين و هو واضع يده في اذنه و هو ينادي: «أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمداً رسول الله، أرسله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون»

و سائر المؤذنين ينادون معه، حتي نأتي أبواب الجنة. [7] .

192. تهذيب الأحكام عن سليمان بن جعفر عن أبيه: دخل رجل من أهل الشام علي أبي عبدالله عليه السلام فقال له: ان أول من سبق الي الجنة بلال. قال: و لم؟ قال: لأنه أول من أذن. [8] .

193. سنن النسائي عن السائب بن يزيد: كان بلال يؤذن اذا جلس رسول الله صلي الله عليه و آله علي المنبر يوم الجمعة، فاذا نزل أقام. [9] .

194. سنن الترمذي عن عون بن أبي جحيفة: قال أبي: رأيت بلالاً يؤذن و يدور، و يتبع فاه هاهنا و هاهنا، و اصبعاه في اذنيه، و رسول الله صلي الله عليه و آله في قبة له حمراء. أراه قال: من أدم. [10] فخرج بلال بين يديه بالعنزة [11] فركزها بالبطحاء، فصلي اليها رسول الله صلي الله عليه و آله يمر بين يديه الكلب و الحمار، و عليه حلة حمراء، كأني أنظر الي بريق ساقيه. [12] .

195. الطبقات الكبري عن ابن أبي مليكة أو غيره: ان رسول الله صلي الله عليه و آله أمر بلالاً أن يؤذن يوم الفتح علي ظهر الكعبة، فأذن علي ظهرها و الحارث بن هشام و صفوان بن امية قاعدان، فقال أحدهما للآخر: انظر الي هذا الحبشي! فقال الآخر: ان يكرهه الله يغيره. [13] .

196. الخرائج و الجرائح: دخل النبي صلي الله عليه و آله مكة، و كان وقت الظهر، فأمر بلالاً فصعد علي ظهر الكعبة فأذن، فما بقي صنم بمكة الا سقط علي وجهه، فلما سمع وجوه قريش الأذان قال بعضهم في نفسه: الدخول في بطن الأرض خير من سماع هذا، و قال آخر: الحمدلله الذي لم يعش والدي الي هذا اليوم.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا فلان قد قلت في نفسك كذا، و يا فلان قلت في نفسك كذا. فقال أبوسفيان: أنت تعلم أني لم أقل شيئاً. قال صلي الله عليه و آله: اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون [14] . [15] .

197. الامام الصادق عليه السلام: دخل رسول الله صلي الله عليه و آله مكة بغير احرام و عليهم السلاح، و دخل البيت، لم يدخله في حج و لا عمرة، و دخل وقت الظهر، فأمر بلالاً فصعد علي الكعبة و أذن.

فقال عكرمة: و الله ان كنت لأكره أن أسمع صوت ابن رباح ينهق [16] علي الكعبة!

و قال خالد بن أسيد [17] : الحمدلله الذي أكرم أباعتاب من هذا اليوم من أن يري ابن رباح قائماً علي الكعبة!

قال سهيل: هي كعبة الله و هو يري، و لو شاء لغير - و كان أقصدهم [18] .

و قال أبوسفيان: أما أنا فلا أقول شيئاً، و الله لو نطقت لظننت أن هذه الجدر تخبر به محمداً!

و بعث صلوات الله عليه و آله اليهم فأخبرهم بما قالوا، فقال عتاب: قد و الله قلنا يا رسول الله ذلك فنستغفر الله و نتوب اليه. فأسلم و حسن اسلامه، و ولاه رسول الله صلي الله عليه و آله مكة. [19] .

198. السيرة النبوية: ان رسول الله صلي الله عليه و آله دخل الكعبة عام الفتح و معه بلال، فأمره أن يؤذن، و أبوسفيان بن حرب و عتاب بن أسيد و الحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب بن أسيد:

لقد أكرم الله أسيداً ألا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه!

فقال الحارث بن هشام: أما و الله لو أعلم أنه محق لاتبعته.

فقال أبوسفيان: لا أقول شيئاً، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصي.

فخرج عليهم النبي صلي الله عليه و آله، فقال: قد علمت الذي قلتم، ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث و عتاب: نشهد أنك رسول الله، و الله ما اطلع علي هذا أحد كان معنا فنقول: أخبرك. [20] .

199. الطبقات الكبري عن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي: لما توفي رسول الله صلي الله عليه و آله أذن بلال و رسول الله صلي الله عليه و آله لم يقبر، فكان اذا قال: «أشهد أن محمداً رسول الله» انتحب الناس في المسجد.

قال: فلما دفن رسول الله صلي الله عليه و آله قال له أبوبكر: أذن.

فقال: ان كنت انما أعتقتني لأن أكون معك فسبيل ذلك، و ان كنت أعتقتني لله فخلني و من أعتقتني له.

فقال: ما أعتقتك الا لله.

قال: فاني لا اؤذن لأحد بعد رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: فذاك اليك.

قال: فأقام حتي خرجت بعوث الشام فسار معهم حتي انتهي اليها. [21] .

200. كتاب من لا يحضره الفقيه: روي أنه لما قبض النبي صلي الله عليه و آله امتنع بلال من الأذان و قال: لا اؤذن لأحد بعد رسول الله صلي الله عليه و آله.

و ان فاطمة عليهاالسلام قالت ذات يوم: اني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي صلي الله عليه و آله بالأذان. فبلغ ذلك بلالاً فأخذ في الأذان، فلما قال: «الله أكبر، الله أكبر» ذكرت أباها صلي الله عليه و آله و أيامه فلم تتمالك من البكاء، فلما بلغ الي قوله: «أشهد أن محمداً رسول الله» شهقت فاطمة عليهاالسلام شهقة و سقطت لوجهها و غشي عليها.

فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال، فقد فارقت ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله الدنيا. و ظنوا أنها قد ماتت، فقطع أذانه و لم يتمه.

فأفاقت فاطمة عليهاالسلام و سألته أن يتم الأذان، فلم يفعل، و قال لها: يا سيدة النسوان، اني أخشي عليك مما تنزلينه بنفسك اذا سمعت صوتي بالأذان، فأعفته عن ذلك. [22] .


پاورقي

[1] المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 322 ح 5244، المعجم الكبير: ج 5 ص 209 ح 5119، الفردوس: ج 4 ص 252 ح 6745 و فيهما «مؤمن» بدل «مؤذن»، المصنف لابن أبي شيبة: ج 1 ص 255 ح 10 و فيه «يوم القيامة» بدل «و لا يتبعه الا مؤذن»، حلية الأولياء: ج 1 ص 147 و ليس فيه ذيله و كلها عن زيد بن أرقم، كنز العمال: ج 11 ص 654 ح 33165.

[2] هكذا في المصدر، و في بحارالأنوار: «بلال» بدل «هذا البلال».

[3] مستطرفات السرائر: ص 94 ح 6 عن عبدالله بن ميمون عن الامام الصادق عن أبيه عليهماالسلام، بحارالأنوار: ج 84 ص 116 ح 11 و راجع تاريخ دمشق: ج 10 ص 459 ح 2653 و تاريخ أصبهان: ج 2 ص 167 ح 1369 و تنبيه الغافلين: ص 286 ح 394.

[4] تاريخ دمشق: ج 10 ص 458 ح 2652 عن أبي هريرة.

[5] تاريخ بغداد: ج 13 ص 38، تاريخ دمشق: ج 10 ص 461 ح 2661 كلاهما عن أنس، كنز العمال: ج 7 ص 690 ح 20940.

[6] المعجم الصغير: ج 2 ص 126، تاريخ دمشق: ج 10 ص 458 ح 2652، ربيع الأبرار: ج 2 ص 114 كلاهما نحوه و كلها عن أبي هريرة و راجع كنز العمال: ج 14 ص 431 ح 39179 نقلاً عن ابن زنجويه و ابن عساكر.

[7] كنز العمال: ج 11 ص 432 ح 32031 نقلاً عن العقيلي و ابن عساكر عن أنس.

[8] تهذيب الأحكام: ج 2 ص 284 ح 1133، بحارالأنوار: ج 22 ص 142 ح 128.

[9] سنن النسائي: ج 3 ص 101، مسند ابن حنبل: ج 5 ص 332 ح 15716، اسد الغابة: ج 2 ص 402، كنز العمال: ج 8 ص 364 ح 23282 نقلاً عن أبي الشيخ؛ مجمع البيان: ج 10 ص 434 نحوه، بحارالأنوار: ج 89 ص 150.

[10] أدم و ادم: جمع الأديم؛ و هو الجلد المدبوغ (المصباح المنير: ص 9 «أدم»).

[11] العنزة: عصا أقصر من الرمح، و لها زج [أي حديدة] من أسفلها (المصباح المنير: ص 432 «عنز»).

[12] سنن الترمذي: ج 1 ص 375 ح 197، المستدرك علي الصحيحين: ج 1 ص 318 ح 725، مسند ابن حنبل: ج 6 ص 457 ح 18784، السنن الكبري: ج 3 ص 223 ح 5497، المصنف لعبد الرزاق: ج 1 ص 467 ح 1806 و الثلاثة الأخيرة نحوه، كنز العمال: ج 8 ص 209 ح 22583.

[13] الطبقات الكبري: ج 3 ص 234 و راجع مجمع البيان: ج 9 ص 203.

[14] في المصدر: «يعملون»، و هو تصحيف.

[15] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 163 ح 252، بحارالأنوار: ج 21 ص 119 ح 17.

[16] النهيق: صوت الحمار (لسان العرب: ج 10 ص 361 «نهق»).

[17] الظاهر أن الصحيح هو «عتاب بن أسيد» بقرينة عبارة: «أكرم أباعتاب» الآتية و عبارة: «فقال عتاب» في ذيل الحديث، و كذا الحديث الذي يليه.

[18] القصد في الشي ء: خلاف الافراط، و اقتصد فلان في أمره: أي استقام (لسان العرب: ج 3 ص 354 «قصد»).

[19] اعلام الوري: ج 1 ص 226 عن بشير النبال، الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 97 ح 158 عن أبي بصير، المناقب لابن شهر آشوب: ج 1 ص 209 عن بشير بن النبال من دون اسناد الي الامام الصادق عليه السلام و كلاهما نحوه، بحارالأنوار: ج 21 ص 132 ح 22.

[20] السيرة النبوية لابن هشام: ج 4 ص 56، البداية و النهاية: ج 4 ص 303.

[21] الطبقات الكبري: ج 3 ص 236، تاريخ دمشق: ج 10 ص 470، كنز العمال: ج 13 ص 305 ح 36873.

[22] كتاب من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 297 ح 907، بحارالانوار: ج 43 ص 157 ح 7.


بازگشت