حكمة الأذان


15. رسول الله صلي الله عليه و آله: انما جعل الأذان الأول ليتيسر أهل الصلاة لصلاتهم، فاذا سمعتم الأذان فأسبغوا الوضوء [1] [2] .

16. الامام الرضا عليه السلام: انما امر الناس بالأذان لعلل كثيرة: منها أن يكون تذكيراً للناسي و تنبيهاً للغافل، و تعريفاً لمن جهل الوقت و اشتغل عنه، و يكون المؤذن بذلك داعياً لعبادة الخالق و مرغباً فيها، و مقراً له بالتوحيد، مجاهراً بالايمان، معلناً بالاسلام، مؤذناً [3] لمن ينساها. و انما يقال له مؤذن لأنه يؤذن بالأذان بالصلاة.

و انما بدي ء فيه بالتكبير و ختم بالتهليل؛ لأن الله عزوجل أراد أن يكون الابتداء بذكره و اسمه، و اسم الله في التكبير في أول الحرف و في التهليل في آخره.

و انما جعل مثني مثني؛ ليكون تكراراً في آذان المستمعين، مؤكداً عليهم، ان سها أحد عن الأول لم يسه عن الثاني، و لأن الصلاة ركعتان ركعتان فلذلك جعل الأذان مثني مثني. و جعل التكبير في أول الأذان أربعاً؛ لأن أول الأذان انما يبدأ غفلةً، و ليس قبله كلام ينبه المستمع له، فجعل الاوليان تنبيهاً للمستمعين لما بعده في الأذان.

و جعل بعد التكبير الشهادتان؛ لأن أول الايمان هو التوحيد و الاقرار لله تبارك و تعالي بالوحدانية، و الثاني الاقرار للرسول صلي الله عليه و آله بالرسالة، و أن اطاعتهما و معرفتهما مقرونتان، و لأن أصل الايمان انما هو الشهادتان، فجعل شهادتين شهادتين كما جعل في سائر الحقوق شاهدان، فاذا أقر العبد لله عزوجل بالوحدانية و أقر للرسول صلي الله عليه و آله بالرسالة فقد أقر بجملة الايمان، لأن أصل الايمان انما هو بالله و برسوله.

و انما جعل بعد الشهادتين الدعاء الي الصلاة؛ لأن الأذان انما وضع الموضع الصلاة، و انما هو نداء الي الصلاة في وسط الأذان، و دعاء الي الفلاح و الي خير العمل.

و جعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه. [4] .


پاورقي

[1] اسباغ الوضوء: اتمامه و اكماله، و ذلك في وجهين: اتمامه علي ما فرض الله تعالي، و اكماله علي ما سنة رسول الله صلي الله عليه و آله (مجمع البحرين: ج 2 ص 810 «سبغ»).

[2] المعجم الكبير: ج 12 ص 26 ح 12383، حلية الأولياء: ج 4 ص 302 كلاهما عن ابن عباس، كنز العمال: ج 7 ص 706 ح 21025.

[3] آذنه الأمر: أعلمه. و أذن تأذيناً: أكثر الأعلام (القاموس المحيط: ج 4 ص 195 «أذن»).

[4] كتاب من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 299 ح 914، عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 105 ح 1، علل الشرايع: ص 258 ح 9 كلاهما نحوه و كلها عن الفضل بن شاذان، بحارالأنوار: ج 6 ص 66 ح 1.


بازگشت